«الشدادية»… عوائق الانطلاقة لا تُفسد بهجة تحقق الحلم

الوزير العازمي: افتتاح جامعة «الشدادية» ترجمة لتوجيهات «القيادة السياسية»
سبتمبر 8, 2019
رئيس الوزراء تفقد الحرم الجامعي الجديد بمدينة صباح السالم الجامعية
سبتمبر 13, 2019

«الشدادية»… عوائق الانطلاقة لا تُفسد بهجة تحقق الحلم

وأخيرا تحقق الحلم، وخطا طلبة الجامعة خطواتهم الأولى في موقع الشدادية، معلنين انطلاق الدراسة فيه، فيما كان الازدحام هو المنغص الوحيد لفرحة الحلم الذي أصبح حقيقة، ما اضطر العديد من الطلبة الى بلوغ كلياتهم سيراً على الأقدام تحت الشمس، وتأخر الكثيرون منهم عن مواعيد محاضراتهم، التي ألغي منها الكثير.
مشهد اليوم الدراسي الأول، استحضر معه الهواجس، عن المقبل من الأيام، فيما كانت بعض المشاهد الخارجية، باعثاً للتوجس والخيفة، من كلاب ضالة في بعض المواقف، وغياب المسطحات الخضراء، و«الممرات الترابية» التي استدعت أمطار العام الماضي وغرقته… والشتاء ليس ببعيد كثيراً.
فبعد 15 عاماً من الانتظار للجامعة الحلم، مدينة صباح السالم الجامعية (الشدادية)، سُجلت بعض السلبيات في إدارة أحد أهم المرافق الحيوية في البلاد، وسط تأكيدات بأن الجهات المعنية ستعمل على حلها تدريجياً.
وفيما انتقلت 4 كليات انتقالاً كلياً وكليتان انتقالاً جزئياً إلى مدينة صباح السالم الجامعية فقط، بمعدل 22 ألف طالب وطالبة، ناهيك عن أعداد أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية للكليات، توقع الكثيرون حالة من الاختناق المروري في الطرق المؤدية للجامعة، إلا أن الاختناق حدث داخل أسوار الجامعة، ما تسبب في تأخر وصول الطلبة الى محاضراتهم في مواعيدها، واضطر المعلمون لإلغاء بعض المحاضرات.
واستغرق الطلبة نحو الساعة ونصف الساعة للوصول من بوابة رقم 2 إلى كلية التربية والآداب، على الرغم من وضع إشارات مرورية داخل المدينة الجامعية لتنظيم حركة السير بسلاسة، كما صرح سابقا مدير المشروع الإنشائي الدكتور قتيبة رزوقي، فيما أدى شلل الحركة المرورية الى صعوبة وصول باصات نقل الطلبة أمام المواقف، لنقلهم إلى الكليات، فاضطر العديد منهم بلوغ كلياتهم سيراً على الأقدام تحت درجة الحرارة المرتفعة.

نقطة تحول
وفي تصريح لوكالة «كونا» عقب زيارته الميدانية لحرم الجامعة، أكد وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي أن افتتاح الكليات الست يأتي ترجمة حرفية لتوجيهات القيادة السياسية بالبلاد في رعاية واستثمار الشباب الكويتي.
وقال إن هذه المدينة الجامعية تعد اللبنة الأساسية في الارتقاء بالتعليم الجامعي وبلوغه المؤشرات العالمية المطلوبة وتحسين تصنيف الجامعة وتأهيل جيل مميز من الجامعيين.
واضاف ان الحرم الجامعي الجديد هو نقطة تحول في مسيرة التعليم الجامعي في البلاد، مبيناً أن الافتتاح الجزئي لجامعة الشدادية يهدف إلى تحقيق خطة التنمية في مجال التعليم.
وتقدم بالتهنئة بهذه المناسبة لكل من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والأسرة الأكاديمية والإدارية وطلبة جامعة الكويت.
وأشار الى أن إدارة جامعة الكويت والبرنامج الانشائي لتنفيذ مشروع مدينة صباح السالم الجامعية قامت برصد الملاحظات الموجودة في الحرم الجديد اضافة الى ملاحظات اعضاء هيئة التدريس والطلبة والطالبات بهدف اتخاذ الاجراءات اللازمة للتعامل معها مباشرة.
وأوضح أن افتتاح الحرم الجامعي الجديد جاء وفقاً لخطة الانتقال والتشغيل التي أقرها المجلس الأعلى لجامعة الكويت، مؤكداً المضي قدماً في استكمال مباني الكليات الأخرى لضمان افتتاحها تدريجياً وفق المواعيد المحددة في الخطة.
وذكر العازمي أن الحرم الجامعي حقق الاهداف المرجوه في خطة التنمية عبر زيادة الطاقة الاستيعابية للتعليم العالي مبينا ان المباني والقاعات الدراسية مزودة بأحدث التقنيات والامكانيات لتكون حاضنة للابداع والابتكار وخلق بيئة تعليمية مميزة.

بيئة تعليمية خلاقة
من جهته، قال مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري بمناسبة بدء اليوم الدراسي الأول للعام 2019/‏‏‏‏‏‏‏ 2020 إن «جامعة الكويت استعدت وتهيأت لاستقبال ما يقارب الـ37 ألفا من الطلبة المقيدين في كليات جامعة الكويت للفصل الدراسي الأول، مرحبين بانضمام 5012 طالبا وطالبة من المستجدين إلى جانب زملائهم وزميلاتهم، كما نرحب بانضمام الزملاء والزميلات من أعضاء هيئة التدريس من المعينين الجدد».
وأضاف «في خطوة رائدة ومميزة وإضافة جديدة لجامعة الكويت، يستقبل الحرم الجامعي في مدينة صباح السالم الجامعية بالشدادية طلاب وطالبات 6 كليات جامعية، هي كلية التربية والآداب والعلوم الإدارية والعلوم الحياتية والعلوم والهندسة والبترول، حيث سيبدأون الدراسة بها في الفصل الدراسي الأول، وسط بيئة تعليمية خلاقة وخدمات متميزة تساهم في الارتقاء بالعملية التعليمية ودفع الطلبة إلى بذل المزيد من الجهد للوصول إلى أعلى المراتب».

ازدحام واضح
في سياق متصل، لفت العميد المساعد للشؤون الأكاديمية والأبحاث والدراسات العليا بكلية الآداب الدكتور عبدالله الهاجري إلى أن «الازدحام الشديد بدا واضحا للجميع في اليوم الأول، وذلك للتعرف على مبنى الكلية والقاعات، لذلك كان من المهم تواجد عميدة كلية الآداب وقياديي الكلية في البهو لاستقبال الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس للترحيب بهم، وتشكيل فرق مختلفة للطلبة للتعريف بمحاضرات الطلبة وإرشاد أولياء الأمور وتعريف الطلبة بمكاتب أعضاء هيئة التدريس».

من اليوم الأول

الشبكة ضعيفة

اشتكى عدد من أعضاء هيئة التدريس والطلبة من ضعف شبكة الاتصالات والإنترنت داخل المباني في الجامعة، مطالبين المسؤولين عن الأمر بالإسراع في حل المشكلة، حيث يعتمد الكثير منهم في دراسته وبحوثه على الإنترنت.

الدخول بلا هوية جامعية

اضطرت أزمة السير الخانقة التي عطلت حركة الطلبة وأخرتهم عن محاضراتهم، رجال الأمن لعدم المطالبة بإبراز الهوية الجامعية للطالب.

لا مسطحات خضراء

استغرب نشطاء بيئيون خلو المدينة الجامعية من المسطحات الخضراء، واقتصار الأمر على زراعة النخيل، الذي أكدوا أن زراعته مكلفة جداً مادياً، ولا يرجى من وجوده أي فائدة، بل على العكس، يعتبر حاضنة خصبة للأوبئة والأمراض.

خطة «أكتوبر» للأمطار

تساءل بعض النشطاء الأكاديميين عن خطة جامعة الشدادية لشهر أكتوبر لمواجهة الأمطار، موجهين سؤالا إلى المسؤولين «هل ستغرق الشدادية»؟، مطالبين باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحدوث أي أزمة.
وتكثر الممرات الترابية بين الطرق في الجامعة والتي لم تعبد ولم تزرع بعد، فهل ستتحول لممرات طينية؟

الكافتيريات مختلطة

تذمر بعض الطلبة من كون الكافتيريات مختلطة في الكليات، فيما فضل البعض الآخر تسميتها بالكافتيريات المشتركة، مؤكدين أن لا مشكلة لديهم مع الأمر.

كراسي قاعات المحاضرات

اعترض البعض على كراسي وطاولات قاعات المحاضرات، وعلى طريقة ترتيب القاعات من حيث أماكن الشاشات وقربها من كراسي الطلبة، ووضع مكتب الدكتور بعيداً عن مواجهة الطلبة والشاشة.
وردت مساعدة مدير البرنامج الإنشائي للبنية التحتية بجامعة الكويت الدكتورة أنوار الإبراهيم، بأن كراسي وطاولات القاعات مصممة بشكل يسمح بتحركها بسلاسة في حال العمل الجماعي بين الطلبة من دون إزعاج، حيث إنها مزودة بعجلات، ويستطيع الطالب تحريك الطاولة وفقاً لليد التي يكتب بها، والتحكم بتوسيعها في حال كانت الطالبة حاملاً.

المحكمة تؤجل الدعوى المستعجلة لوقف نقل الطلبة إلى «الشدادية»

| كتب أحمد لازم |

قررت المحكمة الادارية أمس تأجيل الدعوى المستعجلة ضد الادارة الجامعية، لوقف عملية الانتقال الى مدينة صباح السالم الجامعية في بداية الفصل الدراسي الاول لعدم جهوزية الحرم الجامعي لبدء الدراسة فيه، إلى جلسة 6 اكتوبر المقبل للرد من قبل الحكومة.
وكانت القائمة المستقلة في كلية العلوم الادارية، قد اقامت دعوى قضائية مستعجلة ضد الادارة الجامعية، لوقف عملية الانتقال الى مدينة صباح السالم الجامعية في بداية الفصل الدراسي الاول، لعدم جهوزية الحرم الجامعي لبدء الدراسة فيه. وذكرت القائمة ان الإدارة الجامعية لم تستجب لمطالب الرابطة في كلية العلوم الادارية والطلبة وأعضاء هيئة التدريس، الامر الذي دعاها لرفع الدعوى لوقف قرار الانتقال إلى موقع الشدادية بصفة مستعجلة، وطالبت القائمة في دعواها بصفة مستعجلة بوقف انتقال مبنى كلية العلوم الادارية الى المقر الجديد في مدينة صباح السالم الجامعية، لحين الانتهاء نهائيا من اعمال البناء والتشييد في جميع مباني الجامعة.

العربية